كل الإدارات تقريبا وفي كل مكان تجد عمالا يشتغلون بعقود مختلفة “شبكة اجتماعية” و”ما قبل التشغيل” و”الإدماج المهني” وهي وإن اختلفت أسماؤها، فهي مسمى للاستغلال واستحلال تشغيل الناس كالعبيد بأجر أقل من الأجر الوطني الأدنى.
وإن اعتقدت أنّ الدولة بهذا توفر المصاريف “بالرق” فاعلم جملة المشاكل التي تحصل حين يتم استبدال عبد بمستعبد جديد وتعليمه من جديد، وما إن يندمج في العمل، حتى يأتي أجله، عفوا أجل العقد، فلا يتجدد وتحتسب من المستفيدين. وتنفى الموارد، والبنى التحتية ويهرم الشاب، ولا سبيل.
في بلادي حتى الاسترقاق يعتبر استفادة، وربما حلما، كحلم المخطوبة بيوم العرس وقد طالت سنوات الخطوبة وربما وقعت في المحظور في انتظار المنظور الذي قد ينقطع ولا يتجدد.
كل هذا كان في سنوات ما يسمى “البحبوحة” التي أعتقد جازما أنها مشتقة من البح، وليس من الرخاء، أما في سنوات التقشف فامسح فمك بصبّار مشوّك.
بلاد كاملة تسير على كاهل شباب ليس له حتى الكرامة في أجر أو عمل، وتنتظر منه أن يضحّي ويصبر من أجل مصروف لا يكفي للجيب.
اللهم خفف عن معاناة شعبنا وشبابنا المستعبدين في أرضهم الحرة بل المسترقة أيضا في أيدي من لا يخافك ولا يرحمنا.
طه زروقي